الأحد، 22 مارس 2015

هل نحن شعب متناقض ؟

المبدأ هو المبدأ لا يتغير، أو هكذا يبدو لي، فمن يدافع عن حرية الرأي والتعبير عليها أن يدافع عنها بغض النظر عمن صدرت منه، فهو يدافع عن مبدأ تمسك به لا عن أشخاص بعينهم، ومن يرى أن كلمة خادشة وردت في كتاب تمس بقيم وعادات مجتمعه عليه أن يهاجمها في كل موضع يجدها فيه لا أن ينتقي من يهاجمه، في اليومين الماضيين انتشر مقطع فيديو للشيخ سالم الراشدي مجتزء من محاضرة يقول في المقطع المجتزء " أجيبلك جعري يركبك " هكذا من دون لا أتقول عليه حرفا واحدا ، ورأيت بعض المهاجمين لأسلوبه وبعض المدافعين عنه.
الغريب أن تابعت قضيتين أثارتا الرأي العام العماني وأشعلت مواقع التواصل الإجتماعي وهم المجموعة القصصية "ملح " ورواية " الرولة" ومن الأشياء الغريبة أن بعض المدافعين عن العمليين الأدبيين دافعو عنها من مبدأ حرية الرأي والتعبير وأن مقص الرقابة زائل، وشدد بعضهم في الدفاع على اعتبار أن تلك الأعمال الأدبية تناقش قضايا موجودة في المجتمع، لكن هؤلاء الناس أنفسهم يهاجمون هذا الشيخ باعتبار أن ما قاله غير لائق رغم أنه تحدث أيضا عن قضايا من واقع المجتمع. هناك أيضا فئة أخرى هاجمت العمليين الأدبيين بشدة وحشرت كل جيوشها باعتبار أن ما ورد غير جائز وأنه لا يليق بقيم المجتمع المحافظ وبعاداته وتقاليده لكنها هي نفسها أيضا سكتت عن ما قاله الشيخ. ومن الأشياء الغريبة أنني رأيت تغريدات لصحفي عماني أيام قضية الرولة وكان من المدافعين جاء فيها بمقتطعات أخرى من الرواية تحوي ايات قرآنية وكأنه يقول لا تنشرو ثقافة الإجتزاء بينما هو يغرد اليوم مغرضا بالشيخ متناسيا أن أيضا ما تم للشيخ هو اجتزاء بطريقة أو بأخرى.
السؤال الذي يطرح نفسه الأن لو أقمنا الميزان على كلمة الشيخ وما جاء في الروايات ألا يفترض أن يكون المدافعين هم نفسهم في الحالتين والمهاجمين هم نفسهم، لماذا صار كل طرف في النقيض؟؟!! والسؤال الذي يطرح نفسه بصورة أقوى هل نحن ندافع عن مبادئ نؤمن بها أو أننا ندافع عن شي ما بداخلنا رغم أن الموقف لو نظرنا له من صورة علوية هو نفسه ؟
في النهاية جاء في الحديث " إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإن سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق