الاثنين، 30 سبتمبر 2013

قوطي سنتوب بريال !!!

هموم جامعية _1



يحصل الطالب الجامعي على علاوة 120 ريال من الجامعة بالنسبة للطلاب القادمين من خارج حدود مسقط يذهب معظمها في دفع إيجار السكن المرتفع ويقسم الباقي على شراء أغراضه الأخرى التي لا تنتهي ومن بينها الأكل فهو لا يحصل سوى على وجبة الغداء من الجامعة بيما لا يحصل الطلاب المقيمين في مسقط والطالبات على أي علاوة .
مع التصاعد المستمر لغلاء الأسعار كان يفترض من الجامعة أن تقف بجنب الطالب وتحاول قدر المستطاع في أن تخفف عنه اعبائه المالية خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمحلات والمنشأت القائمة فيها . لكن يبدو أن ما يحدث هو العكس تماما فالشركة المشغلة للمقهى الصغير في المركز الثقافي استغلت الوضع في وجودها منفردة في المكان وزادت الأسعار بشكل غير طبيعي .
من المعلوم أن الكثير من الطلاب يقضون وقتهم في المركز الثقافي من أجل المذاكرة فلا يوجد مكان أنسب منه ولا يوجد محل قريب غير ذلك المقهى الصغير فهل يعقل أن تكون أسعاره مرتفعة أكثر عن أسعار المحلات العادية !!

لن أطيل الكلام لكن سأعطيم بعض الأمثلة البسيطة فمثلا الشوارما هناك تباع ب 400 بيسة ومن الخارج ب 300 بيسة السنتوب الذي يباع في الخارج ب 100 بيسة يباع هناك ب 150 بيسة !!!  وهلم جرا ... والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يرفع هذا المقهى أسعاره وهو يخدم طلاب الجامعة ألا توجد مراقبة من قبل الجامعة أم أن الجامعة هي السبب لأنها تأخذ إيجار مرتفع على المكان .
لا أدري ما هو الجواب فالجواب عند المسؤلين بالطبع ولكن أتمنى أن لا يأتي اليوم الذي يشتري فيه الطالب المسكين قوطي سنتوب بريال من محلات جامعتنا الموقرة !! 

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

أبت ومسابقة المحافظة على النظافة والصحة في البيئة المدرسية

أبت ومسابقة المحافظة على النظافة والصحة في البيئة المدرسية

في أول أيام اسبوع الحذف والإضافة كنت بحاجة لتسجيل مشروع التخرج مع مادة تعتبر متطلب سابق للمشروع وهذا بالطبع يحتاج لموافقة رئيس القسم وكتابة رسالة من المشرف الاكاديمي ، ذهبت للمشرف الاكاديمي الذي بدوره اصطحبني لرئيس القسم وبدوره لأول مرة كلمني بلهجة حادة لما أعهدها منه في الفصول الماضية . قال لي بما معناه أنت تتحمل مسؤلية تأخرك وبإمكانك تقديم شكوى للإدارة إذا كنت غير راض . في البداية لما أدرك ما هو السبب في هذا التشنج من قبل إدارة القسم عكس الفصول الماضيةوالتي كانت تحدث بها حالات مشابهه تمر بكل سهولة ويسر . اكتشفت بعد ذلك أن سبب كل هذا هو زيارة أبت هذا الفصل لتقييم القسم والقسم يريد من كل طلابه أن يكون تسجيلهم حسبب خطههم الدراسية من أجل التقييم فقط لا غير .
هذا الموقف ذكرني بأيامي في المدرسة حينما كنت رئيسا للإدراة الطلابية . كانت المدرسة ترتدي أبها حللها وقت زيارة المقيمين وتوضع سلال مهملات جديدة في كل أنحاء المدرسة والملصقات الداعية الى المحافظة على النظافة كل هذا يتم في اسبوع واحد فقط ونسمع الخطب الرنانة عن أهمية المحافظة وعن أهداف المسابقة والكلام الذي يجب أن نقوله نحن كممثليين عن المدرسة .|
شخصيا كنت أدرك أن ما نفعله هو مجرد مجاملة وباقي الطلاب والمعلمين والمقيمين أيضا يدركون هذا الشي ، جميعا نمارس منظومة متكاملة من النفاق الاجتماعي نحن كطلاب نمارسها من أجل وعد من إدارة المدرسة بتكريمنا والمدرسة من أجل تلميع صورتها .
في القسم أكاد أجزم أن الكثير من الطلاب لا يعرفون ما هي أبت ولماذا ينظم القسم تحت منظمة يدفع لها بينما في رأي الطلاب لا يستفيد منها سوى بعض التعقيدات الخاصة بالتسجيل وبتوزيع الدرجات . معظم الطلاب لا يهتمون بإكمال دراستهم بعد التخرج فما يهمهم هو الحصول على وظيفة فقط . وهنا بدوري شخصيا أتسائل هل هنالك جدوى حقيقة من الانضمام إلى أبت أم أنها مجرد تلميع صورة لا غير ؟


الأحد، 15 سبتمبر 2013

أبلة حكيمة

أبلة حكيمة جايه ، مجرد ذكر الإسم يثير الرعب في نفوسنا جميعا  ، بل أكاد أقسم أن جدران المدرسة ترتعد خوفا من أبلة حكيمة وهي تطوف بالمدرسة من بداية الدوام وحتى نهايته ولا  نكاد أ نراها حتى نسرع في  الإختباء .
تمشي  واثقة من نفسها ترفع عصاها في الهواء فنرى في تلك العصا النحيلة كل الأشياء التي يدعي البشر أنهم لا يرونها بقدر ما يتألمون منها  ، نرى الألم والغضب نرى الخوف والبكاء ومع ذلك نعترف أنه لا يمكن لأبلة حكيمة أن ترفع عصاها على تلميذ ما لم يكن مخطئا .
أذكر ذات مرة أنني هربت من حصة اللغة العربية بعد ما استطاع عزان أن يقنعني أنه من الصعب اكتشاف أمرنا . ذهبنا لمطعم قريب من المدرسة واشترينا شوارما وبيبسي ، دخلنا المدرسة من الجدار الخلفي رأينها أمامنا وكأنها تنتظرنا منذ زمن  ، لا شئ يخفى على هذه المرأة  " انتو ما تفهمو الهروب من المدرسة ممنوع وأكل المطاعم مضر بخليكم تنسيو إنه شئ هنا مطعم يمكن تطلعو من المدرسة عشانه " بكيت كثيرا بعد أن تلقيت عشر جلدات في كل يد ، لم أسطتع إخبار أمي حتى لا أحصل على عشر أو عشرين جلدة أخرى .
 جائت إلينا زائرة في حصة اللغة الانجليزية ، تغير وجه الأستاذة فما من أحد لا يخشى هذه المراة   في ذلك اليوم بذلت أستاذة اللغة الانجليزية كل ما لديها من طاقة لتشرح لنا درس الجرامر وافتقدنا في تلك الحصة اللغة العربية المصرية !.
ذات يوم وجدت نافذة سيارتها مكسورة ،  أعلنت حالة طوارئ في المدرسة كان كل واحد منا ينظر إلى الأخر وهو صامت أما هي فكانت تنتقل بين الصفوف واستطاعت معرفة الفاعل " حمد ليش تكسر النافذة ما قايلة لكم لا تتعاقو بالحصى الصبح قبل لا تدخلو من الباب ، أبوك بيصلح السيارة عشان باكر يعلمك كيف تلعب الصبح قبل لا تدخل للطابور " بكى حمد وصرخ ، لم يشفع له أي شئ أمام تلك المراءة الحديدية ، ذالك اليوم قلنا أنها ساحرة فكيف عرفت أن حمد هو الفاعل ولم يخبرها أحد ولم تسأل أي واحد منا .
كبرنا نحن وبقيت أبلة حكيمة على حالها شديدة الصرامة ، غيرو كل القوانين ،  كل الكتب الدراسية حتى الطلاب تغيرو فلم يعودو أشقياء مثلنا نحن لكنهم نسوا أن يغيروها هي ، أو هي تناست أن تتغير ،  حتى مع الجيل الجديد أو كما نسميه نحن الجيل الدلوع ، مرة جاء أحد الأباء غاضبا منها لأنها ضربت ولده وهو يتوعدها ، لم تفعل شيئا أمسكته من يده وذهبت به إلى أمام باب المدرسة " كان باغي ولدك يتعلم في هذي المدرسة بيتعلم وبيتأدب مثل غيره ولا سير دور له مدرسة ثانيه ".
كل ما نعرفه  أن المدرسة أمتلئت بالحزن بكى الجميع بعد أن عرفو أن أبلة حكيمة توفيت في حادث سير أليم ، وجدو في دولابها رسالة بعنوان إلى طلابي وبناتي المعلمات :" أدري أنكم قد تكرهونني ولكني أحبكم جميعا ، أنا مثلكم أقدر الأحاسيس أبكي وأتألم لكنني لا أستطيع أن أظهر هذا الشئ أمامكم أنتم محظوظون لأنكم تعيشون حياتكم كبشر تضحكون وتبكون بثنائية لا يدركها إلا من حرم منها ، للجميع مودتي ."



 


الخميس، 12 سبتمبر 2013

أحلام وأوهام

سنة كاملة مرت وهو لا زال يبحث عن وظيفة يستطيع من خلالها أن يكون إنسانا له كيانه المستقل وله زوجة وبيت وأولاد  والأهم من ذلك مكتبته التي يحلم بها . ومع ذلك تزيد أيام الانتظار . تخرج مع حمد في نفس اليوم  ، حمد قرر أن يقضي فترة انتظاره سائقا في صهريج المياه الذي يملكه  عمه مع 100 ريال يأخذها كراتب نهاية كل شهر ينفقها في تعبئة بترول سيارته للبحث عن وظيفة أخرى   ، هو رفض العمل في أي مهنة لا علاقة لها بتخصصه وإلا فما فائدة شهادة البكالورس التي يحملها وما فائدة الخمس سنوات التي قضاها في الجامعة وهو يدرس الفلسفة .
قال له عمه ذات يوم : إن أردت أن تحصل على المال وتعيش مرتاحا فعليك أن تبيع الكلام والأوهام للناس . الناس لا تريد فلسفة ولا حقائق ولا خرابيط . الناس يبحثون عن من يقدم لهموهما مخدرا يعيشون فيه  . " هذا طبع البشر يا ولدي روح واشترك في دورة تنمية بشرية في شهر وبتصير مدرب دولي وعندك شهادة بكالوريس فيها . شهر يعادل خمس سنوات وبترد ذهب من الدورة الواحدة بتاخذلك ألف ريال وانته مرتاح بيع الكلام مثل غيرك وخلي عنك سالفة المبادئ الي ترددها مثل الببغاء "

لن يبيع الكلام , لن يعمل في أي مهنة أخرى , لا يملك المال لكنه يملك همة عاليه وأفكار لا تنضب ، قرر أن يستغل وقته الفاضي في كتابة مقال يناقش أهمية بناء المجتمع بصورة حضارية وأهمية الفكر للإنسان ، أمضي ليله كاملا وهو يكتب ويمسح ويشطب ثم يعيد قراءة ما كتبه مرة أخرى . بعد ست ساعات متواصلة من التفكير والتمحيص رأى أن المقال اكتمل ويستحق النشر ، أرسله إلى مدير التحرير في الجريدة الصباحية ونام ليحلم بشكل المقال وهو يتوسط الصفحة الثقافية والردود التي سوف يثيرها وسيمتلئ بها بريده الالكتروني .

قام في الصباح ليقوم بجولته الاعتيادية عل مواقع التواصل الاجتماعي وعلى بريده الالكتروني وجد رسالة من رئيس التحرير " نعتذر عن نشر المقال بسبب أفكار لا يتقبلها المجتمع مع خالص إعتذاري ". 

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

ذكرى بيع حديقة

هذه القصيدة كتبت بعد نشر خبر في جريدة عن عمان عن بيع حديقة عامة للأطفال :

واقفة تلك الشجرة
تنظر نحو الفلاح
يمضي مبتعدا
تتساقط دمعتها
يخذلها الصوت
والسمسار يلوح مبتهجا بالمفتاح
هل حقا باعوها؟
هل حقا خانوها ؟
هل ذهبت ذكراهم عبثا
بين مراجيح الأطفال
***
يوما تتساقط أوراقي
ويحل المنشار على ساقي
وينادي الطفل بأعماقي
قتلو أمي واغتالوا ذكرى لرفاقي
***
وتعالى صوت مكلوم
يصرخ في حزن وجنون
لن أرضى أن يعبث بترابي
قوم خانوا الصدق على بابي
ستظل ظلالي وارفة
لبراءة أطفال ببلادي