الجمعة، 30 أغسطس 2013

قصص قصيرة جدا



ذهب إلى المنصة وهو يمشي بثبات تعود عليه منذ صغره , لم تستطع الأيام أن تأخذ منه شيئا رغم محاولاتها المتكررة . كانت تلك أخر أمسية يقرر المشاركة فيها أمسك الميكرفون ونظر للحضور نظرة سريعة حتى يستمد منهم بعضا من القوة لمواجهتم . بدأ بإلقاء قصيدته كانت تلك أخر قصيدة حب كتبها قبل أن ينتهي ذلك الحب ويرحل عنه بسلام . تاه في عالم القصيدة كانت الكلمات تخرج محملة بكل العواطف التي لم يستطع هو أن يتحملها فتحملتها الحروف رغما عنها . دوت القاعة بالتصفيق والصريخ والهتاف له كان يشعرونه بأنه بطل بالرغم منه .نزل من المنصة وفي عينه دمعة يحبسها الكبرياء .
******


ظل الطريق فأوى إلى قرية صغيرة , لم يجد عملا فكلفه الوالي بأن يجلس على مفترق الطرق يرشد الحائرين إلى وجهاتهم الصحيحة .

******

نظرت إلي عينيه وافرغت فيهما كل ما ادخرته له من حب طوال تلك السنين , ثم رحلت.


******

وقف المسافر على حافة الطريق , نظر إلى حقيبته فلم يجد سوى قطعة خبز واحده وقليلا من الماء 
قسم قطعة الخبز إلى قطعتين متساويتين , أكل واحدة وألقى ألأخرى للطيور 
ثم أكمل طريقه .


******

وقف بجانب النهر لا شي يقضي على الصمت المطبق في المكان سوى هدير مياهه الجارفة ، لمح وردة جرفها النهر في طريقه ، أمسك بها لم تكن سوى وردة اصطناعية مزيفة مثل اكثر الناس من حوله ، من البعيد تبدو مظاهرهم براقة ومن الداخل ليس سوى قطع مزيفة 
كانت رائحة الوردة نفاذة وهو يشمها ، لم يكن يدري أن تلك الرائحة هي رائحة مخدر وضع وسط الورده .
بعد ايام تم العثور على جثة رجل جرفته مياه النهر وهو يحمل بين يديه وردة حمراء .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق