ذهب إلى المنصة وهو يمشي بثبات تعود عليه منذ
صغره , لم تستطع الأيام أن تأخذ منه شيئا رغم محاولاتها المتكررة . كانت تلك أخر
أمسية يقرر المشاركة فيها أمسك الميكرفون ونظر للحضور نظرة سريعة حتى يستمد منهم
بعضا من القوة لمواجهتم . بدأ بإلقاء قصيدته كانت تلك أخر قصيدة حب كتبها قبل أن
ينتهي ذلك الحب ويرحل عنه بسلام . تاه في عالم القصيدة كانت الكلمات تخرج محملة
بكل العواطف التي لم يستطع هو أن يتحملها فتحملتها الحروف رغما عنها . دوت القاعة
بالتصفيق والصريخ والهتاف له كان يشعرونه بأنه بطل بالرغم منه .نزل من المنصة وفي
عينه دمعة يحبسها الكبرياء .
******
ظل الطريق فأوى إلى قرية صغيرة , لم يجد عملا
فكلفه الوالي بأن يجلس على مفترق الطرق يرشد الحائرين إلى وجهاتهم الصحيحة .
******
نظرت إلي عينيه وافرغت فيهما كل ما ادخرته له من حب طوال تلك السنين , ثم رحلت.
******
قسم قطعة الخبز إلى قطعتين متساويتين , أكل واحدة وألقى ألأخرى للطيور
ثم أكمل طريقه .
******
وقف بجانب النهر لا شي يقضي على الصمت المطبق في المكان سوى هدير مياهه الجارفة ، لمح وردة جرفها النهر في طريقه ، أمسك بها لم تكن سوى وردة اصطناعية مزيفة مثل اكثر الناس من حوله ، من البعيد تبدو مظاهرهم براقة ومن الداخل ليس سوى قطع مزيفة
كانت رائحة الوردة نفاذة وهو يشمها ، لم يكن يدري أن تلك الرائحة هي رائحة مخدر وضع وسط الورده .
بعد ايام تم العثور على جثة رجل جرفته مياه النهر وهو يحمل بين يديه وردة حمراء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق