الأربعاء، 23 أبريل 2014

إلى طلاب الجامعة ابتعدو عن الجامعة

بدأت بالمشاركة في الأنشط الطلابية في سنتي الثانية في الجامعة ومتنقلا بين أكثر من جماعة مما اتاح لي الأقتراب من الكثير من الأشياء في الجامعة والتعرف على الكثير من الطلاب . إستفدت الكثير من هذه المشاركات وتغيرت حياتي ونمط تفكيري كليا وكنت أنصح الكثير من طلاب الجامعة بالإلتحاق بالأنشطة الطلابية وعدم تفويت هذه الفرصة لأن الجامعة مرحلة ذهبية من مراحل حياة الطالب الجامعي لا يمكن تعويضها مرة أخرى . من الأشياء التي تسبب لي الدهشة في هذه الجماعات الطلابية ولاء  أعضائها المطلق لها فلا أبالغ إن قلت أن الكثير منهم يشعر وكأن تلك الجماعة وطن يضمه لا يمكن الخروج منه وأن عليه أن يبذل كل جهده حتى تخرج أعمالها في أبها صورها مع أنه لا يستفيد من هذا العمل أي مقابل مادي ويؤثر في كثير من الأحيان على دراسته .
ومن واقع تجربة فأن الكثير من الجوائز والكثير من الاخبار المفرحة والتي تفتخر بها الجامعة وتنشرها في الجرائد الرسمية تحت عنوان عريض تخرج من رحم هذه الجماعت لكن الشئ المؤسف حقا ما يعانيه هؤلاء الطلاب من عراقيل وتعقيدات من اجل الحجز لمعرض أو لأمسية . نحن الأن في عام 2014 ولا زالت الحجزوات تتم بصورة ورقية ولا زلت محتاج إلى أن تمر على أكثر من مكتب تجمع التواقيع وليس من الغريب إذا مشيت في يوم واحد اربع أو خمس مرات من كليتك غلى العمادة من أجل إنهاء موضوع الحجز .
ومع أن كل هذه الأشياء تهون ويبلعها الطالب الجامعي لكن الشئ الذي يكسر خاطره ويجعله يفقد صوابه أن يعمل من أجل فعالية ما ليل نهار ويحضر لها بشكل جيد وتملأ الإعلانات الدنيا ثم بكل برود اعصاب يتم إلغاء الفعالية بعد أن تمت الموافقة عليها مسبقا . هذا الامر ولتعذرني إدارة الجامعة لكنه أمر مخز حقا فمن المفترض أن قبل إصدار أي موافقة أن يتم دراسة الموضوع جيدا حتى لا يتم التسبب بإحراج الطلاب وضيوفهم قبل يوم من الأمسية فقط . وهناك مطالب عديدة ومسبقة أن يتم وضع لائحة تنظيمية شاملة تحدد عمل هذه المجموعات .
في نهاية المطاف أتمنى من الطلاب أن لا يسكتو عن حقهم في هذا الموضوع فإما أن يقوموا بأخذ الموافقة من الجامعة على إقامة الفعالية بصورة رسمية وليست شفهيه وحين تلغي الجامعة الفعالية ببرود أعصاب يقوموا بمقاضاتها من اجل تعويضهم عن خسائرهم المادية والمعنوية .

أو أن يبتعدو عن الجامعة في ممارسة أنشطتهم ما دامت لا تقدر لهم جهودهم وهناك اليوم مؤسسات شبابية من الممكن أن تحضن مواهبهم الشابة مثبل  رؤية الشباب وغيرها ولتبقى الجامعة على حالها إلى أن يأذن الله بالفرج القريب . 

الاثنين، 14 أبريل 2014

رحلة عذاب

الثامنة تبدأ المحاضرة ، الثامنة وخمس دقائق يأخذ الدكتور الغياب ثم لا يسمح لأي طالب بعدها بالدخول ، حمل كتبه ودفاترة المبعثرة بين أرجاء الغرفة ، رشتين من العطر الفرنسي ، نظرة أخيرة في المرأة قبل أن يبدأ مشواره اليومي المتعب . خرج متجها لسوق الخوض يبحث عن سيارة أجرة تنقله للجامعة كأي طالب جامعي لا يملك سيارته الخاصة وما أكثرهم ، وهو في الطريق يجب عليه أن يمر على سكنات الهنود المبعثرة ، رائحة قذرة تفوح في الطريق وبقايا مياه المجاري تأخذ هي حيزها أيضا  . كل يوم يسأل نفسه هل نحن وجه أخر من المشردين ، مشردون لكن بصورة أنيقة يرتدون ثيابا جميلة ،  لا يدري فهو يملك مكانا ينام فيه ومبلغا من المال ربما لا يكفيه لأخر الشهر لكنه ليس مشدرا أو ربما هو شريد لكن بين سيارات الأجرة . تعدى برادات بابل ثم وقف على الشارع رافعا يده لكل سيارة أجره تمر عليه. لا زالت الساعة السابعة لكن ما من أحد من هؤلاء يرضى بالوقوف كلهم يتجهون للجسر بعيدا عنه ،  لماذا يرفض  كل  هؤلاء الوقوف لطلاب الجامعة ألسنا ندفع لهم أجرة التكاسي ، يسأل نفسه كي يحتفظ بالإجابة . مرة نصف ساعة وتبقت نصف ساعة فقط على المحاضرة ،  عشر سيارات أجرة مرت وهو لا زال واقفا في مكانه وألف سؤال يدور في مخيلته لماذا مرت هذه النصف ساعة بسرعة لكنها تمر ببطئ شديد في المحاضرة ؟! هل الوقت هو الوقت لا يتغير نفس الدقائق ونفس الثواني أم أن هناك امرا ما لا نعلمه ؟ لا يهم المهم هو أن يصل للجامعة وبأي طريقة ؟ لو كان عليه أن يحسد أحد لحسد كل الطلاب الذين مروا عليه بسيارتهم الفارغة عداهم وهم متجهون للجامعة دون أن يلتفت له أحدهم . بالأمس يتذكر كيف كان ابن عمه الذي لم يحصل على نسبة في الثانوية يقول له " غير إنتو طلاب الجامعة مرتاحين ويش وراكم يعطوكم 120 ريال وتلعبوبهن ما مثلنا احنا مساكين نكد في الشمس  " هه ربما لو كان واقفا مكانه الأن لأدرك من هو المسكين . سيارة أجرة قادمة عسى أن يكون فيها نصيبه فمن يدري ربما كانت أرزاق هؤلاء الناس موزعة علينا نحن طلاب الجامعة . أشر له بيده توقف صاحب السيارة
_عمي رايح الجامعة ؟
ما رايح لكن بوديك كان تريد على حسابك بتدفع ريال؟
_ عمي يوم تكون السيارة تارسة يدفعو 800 بيسة ؟
_ هذاك يوم تكون تارسة تو خليه ؟

أمره لله ركب وهو يشعر بغصة كيف يجب عليه أن يدفع ريالا كاملا ؟ هل المائتا بيسة يساويان ريالا في بعض الظروف ؟ لا يهم المهم أن يصل قبل الوقت فغيابه محاضرة إضافية يعني حرمانه من المقرر وحرمانه من المقرر يعني حرمانه من دراسة الفصل ؟ وحرمانه من دراسة الفصل يعني طرده من الجامعة ؟ وووو  ليس عليه الأن أن يفكر كثيرا بهذا الموضوع ليترك كل شئ إلى أوانه . هذا الرجل طيب أوصله للجامعة بسرعة قياسية لا تتعدى العشرين دقيقة تبقت عشر دقائق عن بداية المحاضرة يا إلهي هل للوقت قيمة في بعض الأحيان تفوق قيمته في أحيان أخرى مع أنه نفس الوقت ؟ لا يريد أن يعرف الأن أعطى السائق أجرته ونزل مسرعا .