من الأشياء التي أؤمن بها أنه لا يوجد ما هو أخبث من السياسة فهي توظف كل شئ لصالحها من مال ودين وإعلام دون أي اعتبار , وهنا تكمن المشكلة لدى المتلقي المسكين الذي يأخذ الأمور على نياته فعندما يؤتى له بحديث ديني يتوافق مع مصالح سياسية لا يدري أن هذا حق اريد به باطل .
منذ نشوء ما سمي بسرقة التاريخ العماني من قبل الجيران الإمارتيين وأنا أتحاشى الكتابة عن هذا الموضوع حتى اليوم بعد أن رأيت مقطع لشيخ إماراتي يفسر حديث رسول الله ( لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك ) على هواه وكأن أحاديث الرسول لعبة في أيديهم يفسرونها كيفما شاؤو . ذلك المقطع هو واحد من المشاهد التي يستغل فيها الدين من اجل السياسة الخبيثة وبتوظيف رسمي فالحديث معروف وعمان معروفة منذ القدم .
لا يسطتيع احد منا أن ينكر أن الإمارات كانت يوما ما جزء من ما كان يسمى بساحل عمان المتصالح ولاكن ما ينبغي أن يعرفه الجميع أن عمان كانت بلدا قبليا وأغلب الحروب التي خاضتها كانت الجيوش فيها تتكون من القبائل الموالية لجهة الحكم الموجودة وأغلب تلك القبائل كانت تسكن في عمان الداخل ولم تكن تسكن في ساحل عمان المتصالح . مثل هذه القراءة العميقة للتاريخ العماني تكشف للجميع أن التغني بالأمجاد العمانية الماضية يكون للقبائل أوالمناطق التي ضحت بأموالها وأنفسها في سبيل الدولة لا للمناطق التي ظهرت بعد ذلك .
على العموم ولنكن صريحين أن الجارة اليوم تسبقنا في أشياء كثيرة يحق لها أن تفخر بها وبشكل كبير ومن يبني مستقبله بشكل جيد سيترك لأحفاده تاريخا جيدا . ومع ذلك فأنا شخصيا لي نظرة أخرى لهذي الإسفزازت وأتوقع أن من خلفها اعتبارات سياسية ولنقرأها بهدوء بعيدا عن التشنج :
بدأت هذي الإستفزازات من خلال نسبة أحمد بن ماجد ومن بعده الحرب ضد البرتغاليين ومن ثم العازي وأخيرا الحديث الشريف
بدأت هذي الإستفزازات من خلال نسبة أحمد بن ماجد ومن بعده الحرب ضد البرتغاليين ومن ثم العازي وأخيرا الحديث الشريف
من الواضح أن الاستفزازات ليست عشوائية ولا اتوقع أنها من أجل البحث عن ماض معين ولكن ربما تكون لأهداف أخرى فهي منظمة متتالية مدرسة وتم توظيف كل الأشياء لها بدءا من تويترثم الإعلام وأيضا مشايخ الدين .
والحل برأي ليس بالعصبية وإنما علينا أن ننتبه لتاريخنا وأن نتجاهل هذه الأشياء بعدم الرد عليها ونبدأ بالعمل الحقيقي من أجل كشف تاريخ عمان للعالم من خلال جمع المخطوطات القديمة وعدم التفريط فيها بأي ثمن . تحقيقها ونشرها للناس وعمل سلسلة أفلام وثائقية عن تاريخ السلطنة ككل وتغيير منهج التاريخ العماني في كتب المدارس حتى يعرف أبناؤنا تاريخنا .ولا أنسى أخير أن أوجه كلمة شكر لتلفزيون السلطنة عن الأفلام التي قدمها عن العازي العماني وعن المهلب بن أبي صفرة .